القائمة الرئيسية

الصفحات

هدف الخلود

 



هدف الخلود

السعي نحو الخلود، أو إطالة عمر الإنسان، وقهر أسباب الموت في العمر المتعارف عليه. ضرب من العبث، وحلقة من حلقات البشر التي شوهت الطبيعة والحياة. وبالرغم من كل الفساد الذي ألحقوه بالأرض، يفكرون بالانتقال للعيش في كوكب آخر! غرورهم يمنعهم من رؤية أرجحية انقراضهم ربما!

للوعي الذي تطور لدى البشر منافعه بطبيعة الحال، مما جعله يحسِّن ظروف معيشته، ويواجه مختلف الضغوط البيئية التي تواجهه. فمما لا شك فيه أن الكثير من هذه الضغوط المختلفة سواء أكانت تتعلق بالموارد الاقتصادية، أم بالمخاطر التي تداهمنا، أو الأمراض الفتاكة، أو الفايروسات القاتلة وغير ذلك. كلها قد واجهتها البشرية بالوعي والعلم وتحصين حياة البشر قدر الإمكان. ولولا ذلك فلربما يكون النوع قد انقرض حاله حال الكثير من الكائنات التي لم تكن لها القدرة على البقاء وانقرضت.

يكفينا مثالاً على ذلك الديناصورات التي كانت سيدة الأرض لملايين السنين. ومع كل ضخامتها وقوتها وقدرتها التي ساعدتها على التكاثر والبقاء، ولكنها انقرضت في وقت واحد لأنها لم تصمد أمام ذلك الحدث الذي أدى إلى انقراضها، ويرجح أن يكون نيزكاً ضخماً قد ضرب الأرض حينها. ولم يتبقَ منها إلا بعض الديناصورات الصغيرة أو الطائرة، والتي نجت من هذا الحادث المروع. والتي تطور بعضها إلى أنواع مختلفة من الطيور الحالية على مختلف أشكالها، كالدجاج مثلاً!

وعي الإنسان وعلمه الآن قد مكَّنه من رصد هذه الأجسام في الفضاء عن بعد حتى قبل وقت طويل من إمكانية اقترابها من الأرض. وبإمكانه في بعض الحالات أن يعالجها فيما لو احتمل اقترابها الذي قد يسبب خطراً على الأرض، عن طريق بعض الأسلحة النووية لتفتيتها وما شابه. كل ذلك فيما لو أفلتت تلك الأجسام من جاذبية بعض الكواكب كالمشتري الذي يعد حصناً قوياً لنا، يسحب له الكثير من هذه المخاطر، ويدافع عنا مشكوراً!

وما شهدناه من تطور العلم وخصوصاً في مجال البايولوجي وما يتفرع عنه كالطب، في القرون المتأخرة، قد ساهم كثيراً في تخليص البشر من مخاطر مختلف الأمراض والفايروسات وما شابه.

ونفس هذا العلم قد استغله البعض لقتل ملايين البشر، وتخريب الأرض، وتلويثها. وذلك عن طريق الأسلحة الفتَّاكة، والحروب العبثية التي سببها أناس مرضى، قد تسلَّطوا على مراكز مهمة في القرار عند مختلف الدول. وتأثير مختلف المصانع ووسائل النقل _مثلاً_ على البيئة والغلاف الجوي للأرض، مما سبب أضراراً كبيرة ما زالت مخاطرها قائمة. وكذلك لم تسلم مختلف أنواع الحيوانات الأخرى من شر بعض البشر، بسبب ملاحقتها لأهداف اقتصادية أو غذائية، مما أسهم في تعرض الكثير منها للانقراض أو أنها على وشك ذلك.

تجَّار الحروب والمهووسون فيها، وبعض قادة الدول الكبيرة من المتهورين والدكتاتوريين، حتى لو كانوا قد وصلوا إلى الحكم بطريق ديموقراطي أمثال (هتلر)، وكذلك الحروب البايلوجية المتوقعة في كل وقت. أو الذكاء الاصطناعي إذا خرج عن السيطرة كما كان يحذر (ستيفن هوكينغ). كلها أمور مخيفة وخطيرة أكثر من المتصور، كفيلة أن تقضي تماماً على النوع البشري الذي يتسيد الأرض الآن!

الديناصورات انقرضت بسرعة فائقة بعد أن سيطرت لملايين السنين، فما قيمة الثلاثمائة ألف أمامها؟ وهي المدة التقريبية على ظهور الإنسان العاقل على الأرض. فمهما بدا معتداً بنفسه ومغروراً وبدأ يغزو الفضاء. فإنه صغير أمام عظمة الأرض. وبالإمكان أن تنفضه من على ظهرها، وتنظف نفسها من إزعاجاته وأضراره، وفقاً للقوانين التي تحكمها!

كان رئيس أكبر دولة في العالم، يشن حملات على كل جهد من شأنه الاهتمام بالبيئة، ومعالجة الأسباب التي أدت إلى التغير المناخي. وما علاقة أمواله أو ارتباطه الحزبي، أو عدد ناخبيه بقضايا العلوم الحقيقية؟!

إن البحث عن الخلود لدى البشر قديم بقدم حجم الوعي الذي تشكل لدى الإنسان، وارتباطاته وعلاقاته بمن حوله من أسرة ومجتمع، وأملاك وأعمال وغيرها. وهذه الصيغة العقلية التي تحكم كل ذلك وتتفاعل معها عاطفياً بشكل معقد أكثر من باقي الكائنات الحية. وصعوبة فكرة الموت التي تعني فراق كل ذلك. وهو هاجس الفرد قبل رحيله وخوفه من هذا الفقدان، وهاجس الآخرين تجاهه وخوفهم من عدم اللقاء به مجدداً.

ومن هنا نتج عن ذلك جهود مضنية لأجل إيجاد صيغة معينة للخلود، تختلف شكلاً ومضموناً من زاوية نظر من يبحث عنها، وماهية الطريقة التي تنتجها.

وذلك عن طريق الطب حتى بمراحله البدائية ومحاولة إيجاد عشبة الخلود، أو نبع الحياة وما شابه! أو عن طريق الفلسفات المختلفة تبعاً للمدارس الروحية التي تطورت وابتدعت أفكاراً مختلفة كالتناسخ وغيرها! أو الأديان المختلفة ورؤيتها للحياة الأخرى سواء أكانت على الأرض أم في مكان غيبي آخر! أياً كانت تلك الأديان حتى لو كانت أرضية في مراحلها الأولى التي تسبق الأديان المعروفة والمشهورة الآن. وحتى الأساطير التي كانت سائدة في فترات سابقة، وبعضها تطوَّر إلى أفكار دينية! أو حتى من زاوية علمية وأن المادة لا تفنى ولا تُستحدث، أو قانون حفظ المادة والطاقة. على اعتبار أن المادة قد تتحول إلى طاقة وبالعكس كذلك. ولكن الفناء لا ينال من المادة ولا من الطاقة. أو أن ذرات البشر بعد موته تتحول وتنتقل وتتشكل إلى شيء آخر، لربما شجرة أو جماد أو كائن حي!

لست الآن بصدد الدفاع عن اتجاه ما في هذه الاتجاهات، وإن كنت وبلا تردد من مصدِّقي العلم، وما يرتبط به من أدلة وبراهين منطقية. ولكن فكرة الخلود هي الهاجس لدى الغالبية إن لم يكن الجميع.

مع أنها وبأدنى تأمل، وإعادة نظر منطقية وموضوعية، قد نجد أنها فكرة يمكن التخلي عنها بسهولة، ولا أقل من عدم الاكتراث لها كثيراً. لأن الحياة على الأرض ببساطة تكون أجمل وأكثر رونقاً وفاعلية فيما لو اقتنع الإنسان أن من الأفضل له أن يعيش فيها عمراً محدوداً ومن ثم يرحل. ويمكن أن يكون خالداً بمعنى آخر من الخلود حتى لو كان نسبياً، وذلك من خلال علمه أو عمله أو إنجازاته. ولذلك الكثير من الأمثلة كما لا يخفى.

تخيَّل معي أن الشخص منا يعيش لمئات السنين، فكيف ستكون حياته وحياة من معه من أسرة أو مجتمع؟

فكِّر معي لترى أنه سيعاصر أجداده إلى عاشر جد مثلاً! وكذلك سيعاصره أحفاده إلى عاشر حفيد! كيف سيكون حال الأسرة؟ ومن يعتني بمن؟! وما هي الموارد التي تكفي لكل هؤلاء؟ وكيف هو حال الدولة وقدرتها على سد كل هذه الاحتياجات الوظيفية، أو التقاعدية، أو الصحية، أو الأمنية وغيرها الكثير من التفاصيل المخيفة.

ولأجل ماذا كل هذا؟ من أجل الخلود أو طول العمر؟ وماذا نستفيد من كل ذلك؟ فقط لكيلا نموت؟ ولماذا لا نموت. ومن نحن لكيلا نموت. وما هي الخصوصية والميزة للكائن الذي لا يموت؟

قد يتعدى الإنسان عمر الخمسين وتكثر عليه الأمراض ليرى بعدها كيف هو حاله. وقد يكون مصاباً أو عاجزاً ومحتاجاً للرعاية ليرى طعم الحياة بعدها! وكل فرد لا يتمنى أن يصل إلى هذا الحال.

قد يقول البعض نعم، فإن من مستلزمات طول العمر معالجة كل هذه المشاكل الصحية والقضاء على أسبابها، كالسبب الذي ينتج الشيخوخة، أو السبب الذي يسبب المرض أياً كان.

ولأجل ماذا كل هذه المؤونة والتكاليف التي يقترحها غرورنا وتعلقنا بالحياة الذي لا داعي له؟ حالنا حال باقي الكائنات الحية التي ترحل، أو أن يكون مصيرنا كمصير ما يزيد من التسعين بالمائة من الأنواع المعروفة التي انقرضت، واستمر الكون غير ملتفت لضآلتنا وأننا نسبح بمجموعنا على ظهر هذه (النقطة الزرقاء الباهتة) كما يسميها (كارل ساغان).

وأود أن أذكر هنا صورتين باعثتين للأمل الذي يريده الكثيرون، لكيلا يتسم كلامي بالتشاؤم والسوداوية كما قد يتخيل البعض. ولكن ما ينبغي الإصرار عليه هو أن مواجهة الناس بالحقائق غالباً، أفضل من أن يعيشوا بأوهام وخيالات لا طائل من ورائها غير زرع الأمل الكاذب.

الصورة الأولى: هي صورة الدين التي يرسمها عن الآخرة والخلود الأبدي. ولا أعني بها هنا الجنة الظاهرية. أو ما يعبر عنها في الإسلام جنة أهل اليمين. لأن هذه الجنة لا أتفاعل معها شخصياً، ولا أرغب بها، وقد أعلنت تنازلي عنها وعدم طموحي لها منذ سنين بكل صراحة ووضوح. لأنها جنة مادية يعيش فيها الإنسان بحسب التصور الديني الظاهري خالداً إلى ما لا نهاية، يأكل ويشرب مختلف أنواع الأطعمة والفواكه، ويشرب الخمر واللبن والعسل من أنهار تتدفق عليه بذلك. ويمارس حياته العائلية مع الحور العين والولدان المخلدين. وهكذا يستمر بملل غريب، أو من دون ملل على فرض أنه يعطى الرضا فيرضى!

هذه النتيجة بهذا الشكل اللا نهائي قد عزفت عنها نفسي، كما فعل غيري ممن لم يشأ أن يصنف على أهل اليمين، وكانت همته وأهدافه أكبر من ذلك.

بل نعني بالصورة الباعثة على التفاعل نسبياً هنا، أن يكون الفرد ممن لا يطمع لا بدنيا ولا بآخرة! وإنما هدفه أكبر من ذلك.

وهل يوجد دينياً من يكون همه وهدفه فوق الدنيا والآخرة؟

نعم بطبيعة الحال، وعلى ذلك عدة شواهد ونصوص. أما من القرآن فالآية التي تقول بعد ذكر أهل اليمين وأهل الشمال في سورة الواقعة: (وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ (١٠) أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ (١١)) الواقعة 10 – 11. وهؤلاء المقربون لهم جنتهم الخاصة، وهي معنوية تناسب مستوياتهم من التكامل. وبحسب ما عليه المتصوفة والعرفاء. فإن ما ذكر من أصناف النعيم التي تتعلق بجنة المقربين، وإن كانت ألفاظاً تدل بظاهرها على نعيم معروف كبعض أنواع الأطعمة مثل الطير المشوي وما شابه. ولكنها في حقيقتها ألفاظ تدل على حقائق معنوية لا علاقة لها بهذه الأمور الظاهرية. ولكن اللغة قاصرة من ناحية، وأن العقول لا تدرك تلك المعاني العالية من ناحية أخرى، فإن القرآن عبَّر عنها مجازاً بهذه الألفاظ.

وكذلك الآية التي تقول: (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ) بعد أن ذكر ما وعد المؤمنين: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ). التوبة 72.

وأما النصوص مما ورد في الروايات فكثيرة:

منها: ما ورد في الحديث القدسي (أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر). بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج8 ص92. يساعد على هذا المعنى ما دلت عليه الآية: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة 17. وأن هذا المستوى يناسب بعض النفوس، بقرينة أن كلمة (نَفْسٌ) هنا نكرة، فهي تدل على شيء غير معلوم، وغير محدد. فلربما يكون المعنى المحتمل هو نفس من طراز خاص، ومستوى مختلف. مع أن ما ذكر في مختلف السور من نعيم ولذائذ، هي موجودة على الأرض عادة، ويتصورها الناس، إذا افترضنا أنها تختلف بمضمونها، وأنهم لم يتذوقوها في الدنيا. ولكنها يمكن أن تخطر على عقولهم إجمالاً. ولكن نفي مستوى التصور والتخيل، أنها حقائق أخرى بعيدة عن المستويات المادية.

ومنها: (إلهي ما عبدتك خوفاً من عقابك، ولا طمعاً في ثوابك، ولكنني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك). كما ورد عن الإمام علي(ع). البحار للمجلسي ج41 ص14.

ومنها: ما ورد عنه أيضاً في نهج البلاغة: (إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 19 ص 68.

ومنها: (الدنيا حرام على أهل الآخرة، والآخرة حرام على أهل الدنيا، والدنيا والآخرة حرام على أهل الله). كما ورد على لسان بعض أهل المعرفة.

فيكون هدف أصحاب المقامات التكاملية العالية، ليس هو الجنة، وإنما هو الله، أو مراتب الفناء في الله والبقاء بالله كما يعبرون. أو التوحيد الحقيقي مع الذات الإلهية. على اختلاف فهمهم لهذا التوحيد وفلسفته. ويعتبرون أن الوجود الحقيقي إنما هو وجود الله تعالى. وكل ما عداه إنما هي انعكاسات لنوره، أو ظلال للحق سبحانه. إلى غير ذلك من الكلمات التي يسعى لها أهل الله.

الصورة الثانية: وهي صورة علمية تتعلق بالفيزياء. وهي (نظرية الأوتار الفائقة)، أو الأكوان الموازية. واستناداً لذلك فإن كوننا ليس هو الكون الوحيد، وإنما توجد أكوان لا متناهية. وكل كون من هذه الأكوان تحكمه قوانين خاصة به. وعليه فيمكن أن تكون لك (أنت) احتمالات لا متناهية من الأشخاص في أكوان موازية. وكل احتمال لك في أي كون، يختلف عنك في الأكوان الأخرى!

للفيزياء (جنون) أحياناً لا يتخيله العقل البشري بطريقة تفكيره المعتادة والمنطقية. إلا أن تلك النتائج موافقة للحسابات الرياضية. وكان بعض عمالقة الفيزياء في يوم ما يرفضون (ميكانيكا الكم) إلا أنها أثبتت نفسها في العالم دون الذري. ونجحت التجارب التي أقيمت لها كبرهان.

وكذلك نظرية الأوتار، فهي من النظريات الحديثة التي كان الهدف منها الخروج بنظرية تجمع ما بين القوى الأربعة (الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية القوية والنووية الضعيفة). وبعد أن أضاف (آينشتاين) البعد الرابع وهو الزمن إلى الأبعاد الثلاثة (الطول والعرض والارتفاع) وأوضح ما لم يوضحه (نيوتن) في فهم آلية عمل الجاذبية، وهي عبارة عن الانحناء أو التقعر الحاصل في الزمكان الذي يسببه الجسم، ليجعل الأجسام التي تقع في حيز هذا الانحناء تنجذب لذلك الجسم، كما يحصل للأرض بالنسبة للشمس، أو ما يحصل للقمر بالنسبة للأرض وهكذا. فإن هذه الأبعاد الأربعة ليست هي نهاية المطاف على ما يبدو، حتى وصل الأمر ببعض الفيزيائيين إلى إضافة ستة أبعاد لتصل إلى عشرة أبعاد مضافاً إلى بعد الزمن. إلا أن هذه الأبعاد صغيرة جداً قياساً بالأبعاد الثلاثة السابقة. ومن هنا نتج أن محاولة تجربة نظرية الأوتار من الصعوبة بمكان وفقاً للإمكانات العلمية المعروفة حالياً. ونستطيع تشبيه الفرق ما بين تلك الأوتار وما بين الذرة المعروفة الآن. بأن نواة الذرة عبارة عن الشمس والأرض تمثل الإلكترون الذي يدور حول النواة، والأوتار بأبعادها الأخرى تمثل نواة الذرة الحالية من حيث الحجم قياساً بحجم الشمس الذي يمثل حجم نواة الذرة بعد التكبير! مما يجعل أن الحيز الواحد في هذا الكون لا يحتوي ذرة أو ذرات مرئية، وإنما قد تكون هناك أكوان متعددة ومتوازية في نفس ذلك الحيز ونحن لا ندرك!

وكان الحديث عن الأكوان المتعددة ضرب من الخيال. كما كان من غير المنظور في زمن ما أن يوجد في الكون غير مجرة درب التبانة! وإذا بالعلم يقفز ليكتشف مليارات المجرات.

العلم بحد ذاته ساحر ويغريك أيضاً أن تتحد معه بروحانية مشابهة لتوحيد العارفين. والكل يتحدث تحت سقف كون واحد مشترك، أو أكوان متعددة تجمعنا. ونتقلب في ثناياها كقطع من أوتار مهتزة تعزف أنشودة الوجود بكل جمال.

أسعد الناصري



***********************


***********************

التنقل السريع