أنا مستقل
في زمن النظام
البائد تم اعتقالي أكثر من مرة، وأما الاستدعاءات فكثيرة. في الناصرية والنجف
وبغداد. من قبل مديريات الأمن. هذه المديريات التي كان الكثير يرتجف حال سماع
اسمها. حتى أن أحد المعممين عندما تم استدعائي في يوم ما قال لي: هل أذهب معك؟ لأنني
أريد تقوية قلبي والاعتياد على الجرأة.
ما أردت قوله هنا هو أن مديريات الأمن هذه في كل مرة عندما يسألونني عن انتمائي الحزبي، أقول لهم: (أنا مستقل). ولا أمارس معهم التقية لاستمالتهم وادعاء غير الحقيقة طلباً للسلامة. من قبيل أن أدعي بأنني (بعثي) كذباً، لأن عدم الانتماء لحزب البعث في ذلك الوقت مؤشر سلبي في نظرهم. ولكنني لم أفعل، بالرغم من كوني معتقل لديهم.
ومع ذلك وجدنا مؤخراً بعض أتباع من كانوا يرتجفون خلف
الحدود ويغيرون أسماءهم خوفاً من النظام الصدامي الدموي. يتهموننا بالبعثية! أي
مفارقة هذه؟ وأي تغييب للحقيقة وتضليل للرأي العام نعيش فيه؟!
نتمنى على
من يريد الخصومة أن يخاصم بشرف، وأن تكون له أخلاق الفرسان. وأما احتياجه دائماً
للكذب والتسقيط غير المبرر فهي أساليب المفلسين.
أحد المشايخ
من الأصدقاء قال في يوم ما لأحد السادة المعممين، لماذا تتهمون الشيخ أسعد الناصري
بكذا وكذا؟ هل أنتم مقتنعون بذلك؟ إذا أردتم أن تتهموا فعلى الأقل اتهموا
بالمعقول! فكان جواب ذلك السيد وهو (صديقي) أيضاً!: نحن نعلم أن هذه الاتهامات
غير صحيحة، ولكن الروايات عن الإمام الصادق(عليه السلام) تقول: (وباهتوهم)!
بمعنى اختلقوا عليهم الأخبار الكاذبة من أجل تسقيطهم!
من أين
جاءوا بهذه الطريقة؟ وكيف يطبقونها وفقاً لأمزجتهم الشخصية؟
عجباً أي
دين هذا الذي يربي أتباعه على الكذب من أجل إسقاط الخصوم؟ ما هذا الافتراء على
أنفسهم ودينهم ومذهبهم وإمامهم؟!
الغريب أنني
أشتاق أحياناً حتى لبعض خصومي. لأنني ببساطة لا أحب الحقد، وأريد قدر الإمكان
أن أربي نفسي على الابتعاد عن الضغائن والكراهية.